النقاط الرئيسية
- شهد مؤشر نيكاي 225 الياباني أكبر انخفاض في يوم واحد في تاريخه، حيث انخفض بمقدار 4,451 نقطة (أكثر من 12%) في 5 أغسطس 2024، وذلك في أعقاب بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة والمخاوف بشأن قوة الين.
- وازدادت حدة تراجع الأسهم العالمية في الأسواق الآسيوية، حيث انخفض مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 8%، وعانى مؤشر تاكس التايواني من أسوأ يوم له على الإطلاق بتراجعه بنسبة 8.4%، في حين دخلت الأسواق الأمريكية بالفعل منطقة التصحيح.
في يوم شهد اضطرابًا غير مسبوق في السوق، تعرض مؤشر نيكاي 225 الياباني لأكبر خسارة في يوم واحد منذ انهيار "الإثنين الأسود" الشهير في عام 1987. فقد هبط المؤشر القياسي بمقدار 4,451 نقطة، مسجلاً انخفاضًا مذهلاً بنسبة تزيد عن 12% ليرتفع بذلك خسائره إلى 24% منذ أوائل شهر يوليو. وقد دفع هذا الانخفاض الكبير بمؤشر نيكاي إلى منطقة السوق الهابطة، حيث تراجع بنسبة 20% من أعلى مستوياته الأخيرة.
اشتدت عمليات البيع، التي بدأت الأسبوع الماضي، بعد صدور بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة يوم الجمعة. حيث أعلنت وزارة العمل الأمريكية عن تباطؤ حاد في نمو الوظائف لشهر يوليو، مع ارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى له منذ عام 2021. وقد تسببت هذه الأخبار في تراجع الأسواق العالمية مع تأثيرات قوية في الأسواق الآسيوية.
تم تشغيل قواطع الدوائر، المصممة لوقف التداول خلال فترات التقلبات الشديدة، عدة مرات في طوكيو وسيول حيث سارع المستثمرون إلى البيع. وأوقفت بورصة كوريا التداول في مؤشر كوسبي القياسي لفترة وجيزة بعد أن هبط بأكثر من 8%. وأنهى مؤشر Taiex التايواني اليوم بانخفاض بنسبة 8.4%، مسجلاً أسوأ أداء له على الإطلاق. كما تكبدت الأسواق الآسيوية الأخرى خسائر كبيرة، حيث انخفض مؤشر S&P/ASX 200 الأسترالي بنسبة 3.6٪ ومؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ ومؤشر شنغهاي المركب في الصين بنسبة 2.6٪ و1.2٪ على التوالي.
وقد تفاقمت اضطرابات السوق بسبب الارتفاع السريع في قيمة الين الياباني، الذي ارتفع بنسبة 5% تقريبًا مقابل الدولار الأمريكي الأسبوع الماضي واستمر في الارتفاع يوم الإثنين، حيث تم تداوله عند حوالي 142 مقابل الدولار. وقد أجبر هذا الارتفاع الحاد في قيمة الين العديد من المستثمرين على التخلص من استراتيجية تجارة المناقلة الشائعة للين، حيث يقترض المستثمرون بعملات ذات أسعار فائدة منخفضة مثل الين للاستثمار في أصول ذات عوائد أعلى في أماكن أخرى.
تشكل قوة الين تحديًا كبيرًا للمصدرين اليابانيين والشركات اليابانية ذات الأرباح الكبيرة في الخارج. قادت الأسهم المالية وأسهم المصدرين الانخفاضات في طوكيو، حيث انخفضت أسهم مجموعة سوميتومو ميتسوي المالية بنسبة 16%.
ومما يزيد من مخاوف المستثمرين، أشار بنك اليابان مؤخرًا إلى أن المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة قد تلوح في الأفق. ففي الأسبوع الماضي، رفع البنك المركزي الياباني أسعار الفائدة بمقدار 15 نقطة أساس لتصل إلى 0.25% في ثاني زيادة له هذا العام، وأعلن عن خطط لتقليص برنامج شراء السندات. وقد بدأت هذه الخطوة، إلى جانب التوقعات بتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في تضييق الفجوة في أسعار الفائدة بين البلدين، مما يجعل الاستثمارات القائمة على الين أكثر جاذبية.
وقد تأججت عمليات البيع العالمية بسبب الأرباح المخيبة للآمال التي حققتها شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة، حيث أعلنت شركة Amazon عن أرباح مخيبة للآمال، وأعلنت شركة Intel عن تخفيضات كبيرة في الوظائف. بالإضافة إلى ذلك، أدت البيانات الأخيرة التي تشير إلى استمرار ضعف نشاط المصانع في الصين إلى زيادة المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي.
كما تأثرت أسعار النفط أيضًا بالاضطرابات التي تشهدها الأسواق، حيث استقرت عند أدنى مستوياتها منذ شهر يناير. ومع ذلك، يُشير المحللون إلى أن أسعار النفط قد تستقر قريبًا، باستثناء أي أحداث جيوسياسية دراماتيكية في الشرق الأوسط.
وبينما تتصارع الأسواق مع هذه التحديات، سيراقب المستثمرون وصانعو السياسات عن كثب المؤشرات الاقتصادية وإجراءات البنوك المركزية في الأسابيع المقبلة. وتُعد التقلبات الحالية في الأسواق تذكيرًا صارخًا بترابط الأنظمة المالية العالمية وإمكانية حدوث تحولات سريعة في معنويات المستثمرين.