النقاط الرئيسية
- يخضع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول خدمة في إسرائيل، للمحاكمة بتهمة الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا منفصلة، مما يمثل لحظة تاريخية في السياسة الإسرائيلية.
- واجهت المحاكمة، التي بدأت في يناير 2020، العديد من التأجيلات ولا تزال تتكشف وسط مزاعم نتنياهو بوجود مؤامرة، مع ما قد يترتب على ذلك من آثار بعيدة المدى على المشهد السياسي في إسرائيل.
مقدمة
وُلد بنيامين نتنياهو في 21 أكتوبر 1949، وهو شخصية بارزة في السياسة الإسرائيلية منذ أكثر من ثلاثة عقود. وقد حظي نتنياهو بمسيرة سياسية شهدت تمسكه بالسلطة بعناد كرئيس وزراء إسرائيل أربع مرات، ليصبح أطول رئيس وزراء في تاريخ البلاد. ومع ذلك، فقد واجهت شهرته السياسية سلسلة من مزاعم الفساد، مما أدى إلى محاكمة رائدة تمثل لحظة مهمة في تاريخ إسرائيل.
مزاعم الفساد
في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وجّه المدعي العام أفيخاي ماندلبليت إلى نتنياهو تهمًا بخيانة الأمانة والاحتيال والرشوة في ثلاث قضايا مختلفة تُعرف باسم القضايا 1000 و2000 و4000. وزعمت التهم أن نتنياهو قبل هدايا سخية من مليارديرات ومنحهم في الوقت نفسه امتيازات في المقابل، وهو ما نفاه مرارًا وتكرارًا وبشدة. وتتهم القضية 1000 نتنياهو بالاحتيال وخيانة الأمانة فيما يتعلق بتلقي هدايا مثل السيجار والشمبانيا من رجال أعمال أجانب. القضية 2000 تزعم اتهامات مماثلة تتعلق بالسعي إلى الحصول على تغطية إيجابية في إحدى الصحف الإسرائيلية الكبرى. أما القضية 4000، التي تعتبر الأخطر، فتتهم نتنياهو بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة بزعم تقديمه مزايا تنظيمية تزيد قيمتها عن 250 مليون دولار لشاؤول إلوفيتش، المساهم المسيطر في شركة بيزك، مقابل الحصول على تغطية إيجابية في موقع "واللا نيوز".
إجراءات المحاكمة
بدأت محاكمة الفساد الرائدة في كانون الثاني/يناير 2020، بحضور نتنياهو. وتمثل محاكمته المرة الأولى في تاريخ البلاد التي يمثل فيها رئيس وزراء حالي أو سابق أمام محاكمة جنائية، مما يضيف فصلاً مهمًا إلى كتب التاريخ السياسي في إسرائيل. وقد تخللت إجراءات محاكمة نتنياهو محاولات نتنياهو لرفض شرعية المحاكمة والنظام القضائي، مما أدى إلى العديد من الادعاءات حول "مطاردة الساحرات" ومؤامرات "الدولة العميقة" ضده. وقد نفى ارتكاب أي مخالفات، وادعى أن الاتهامات جزء من "مؤامرة" مدبرة من قبل النخب الليبرالية والإعلامية الإسرائيلية للإطاحة به وبكتلته اليمينية. وقد شهدت المحاكمة تأخيرات لأسباب مختلفة، بما في ذلك جائحة كوفيد-19 والتوقف لمدة شهرين بعد إعلان حالة الطوارئ بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول. استؤنفت المحاكمة في ديسمبر 2023 بعد رفع حالة الطوارئ.
التداعيات القانونية والسياسية
وبموجب القانون الإسرائيلي، لا يُطلب من نتنياهو التنحي عن منصبه ما لم تتم إدانته وتأييد هذه الإدانة خلال عملية الاستئناف. في وقت سابق من عام 2023، دفعت حكومته بقانون يجرد محاكم البلاد فعليًا من سلطة إعلان عدم أهلية رئيس الوزراء للمنصب. ويقول المنتقدون إن القانون تم تمريره لصالح نتنياهو في خضم محاكمة الفساد الجارية، وقد طعنوا فيه أمام المحكمة العليا في البلاد.
الخاتمة
تمثل محاكمة بنيامين نتنياهو بتهمة الفساد نقطة انعطاف تشير إلى نهاية محتملة لحقبة في السياسة الإسرائيلية. وتحمل نتائجها تداعيات تتجاوز المصير الشخصي لنتنياهو، إذ ستشكل أيضًا الاتجاه المستقبلي لدولة إسرائيل. سيكون لنتائج المحاكمة تداعيات كبيرة على السياسة والديمقراطية الإسرائيلية، حيث أنها تنطوي على اتهامات قد تؤدي إلى إقالة نتنياهو من منصبه إذا ما أدين وأيدتها محكمة الاستئناف. وبالتالي، فإن محاكمة نتنياهو لا تتعلق فقط بإدانة رجل واحد أو براءته، بل تتعلق بروح ومستقبل أمة.